كلمات اغنية بتعاتب خيالك ميس حرب
جالسٌ جدّي أمام الشبّاك بأيام شتوية والشمس جنوبية السطوع
بمضافته ظهره للشمس وظله أمامه
طلب أن أجلب كتاباً جمع فيه بخطِّ يده قصائدَ له
ولغيره وقصصاً وحِكماً ومواعظَ وغيرها الكثير
يقرأ لي منه دائماً أو يجعلني أقرأ
ناولته الكتاب من الخزانة الحديد العتيقة
فتح جلدته الخشبية المهترئة فظهرت صورة لحفيداته..
ثلاث حفيداتٍ أصغرهنّ كانت مدللته
جدي الذي كان بيته يعج بأبنائه وأبنائهم
بيته الذي بناه بيديه وجعله واسعاً حنوناً
تعلوه مضافةٌ كريمة أصبحت مليئة بالصور
ثمّ لم يعد في البيت إلا الصور
والجميع في بلاد الاغتراب
امتد ظله مع الصورة بيده أمامه بمشهد غريبٍ حزينٍ وجميل
نظر إليها ثم ابتسم ثم لم يبتسم صامتٌ قليلاً
ولكن وكأنه قال الكثير
ردّ الصورة إلى الكتاب ثم قرأ لي وقرأت له
إلّا أنّي بقيتُ عند تلك اللحظة
لا يفارقني ذلك المشهد
بيت جدي بمضافته العالية وأدارجها
بالصور المعلقة على حيطانها
بالكثير من التفاصيل التي تبصرها ولا تراها
كتبتُ له هذه الأغنية بعد وفاته بسنتين
بتعاتب خيالك
في ظل صورة وما حدا قبالك
بترجّعن من غيبتن وبتطلّعن عبالك
هني اللي كانوا يفرحوا بس يلمحوا خيالك
وبتعاتب خيالك
مرمي بزوايا البيت
ورد وحبق يابس
وغصن العريشة عالحيطان
فيها الورق عابس
ودراج بيتك يلي كان
تزينها دعسات الجيران
وضحات طفلة زغيرة
بتنطوط قبالك
وتلاعب خيالك
بسمة و وراها صمت
شو في بجواتك
بتخفيه على كل البشر
وما بيخفى ع حالك
حامل من سنينك صور
لمّات بيتك هالحجر
وكل ما على بالك خطر
بتجمعهن قبالك
و يتفيّوا بخيالك
كلمات اغنية بتعاتب خيالك ميس حرب
